عاجل
السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

أراد الله النصر لمصر.. وحرب أكتوبر معجزة بكل المقاييس

اللواء أركان حرب أحمد العوضي يروي لـ "بوابة روز اليوسف" أهم تفاصيل حرب أكتوبر 73

محررة بوابة روزاليوسف اثناء الحوار مع اللواء ااحمد العوضي
محررة بوابة روزاليوسف اثناء الحوار مع اللواء ااحمد العوضي

- أحبطنا محاولة احتلال منطقة "بور فؤاد"  وقت الحرب بعملية "رأس العش"  في 1ـ7ـ1967

- الجندي المصري استغل نقاط ضعف العدو  علي الرغم  من فرق " مقارنه القوات " وحقق النصر  بقوة وعزيمة وإرادة من الله 



 

- فقدت أخوة وزملاء أعزاء وكنا نتمنى الشهادة في سبيل الله والوطن

 

- لن أنسى ما تردد عن استشهادي وقت الحرب حتي طمأن القادة والدي بأنني ما زلت على قيد الحياة 

 

تسليح وتطوير وتحديث الجيش المصري شهد طفره غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي.. وتنوع مصادرنا غير معتمد على دولة بعينها 

 

ـ الحوار الوطني أفرز موضوعات غاية في الأهمية.. والمصلحة العليا للوطن والمواطن هو الهدف الأساسي من دعوته

ـ بعض مشروعات القوانين العاجلة تصل للجنة الأمن القومي مباشرة من الحكومة فيما يخص وزارتي الدفاع والداخلية وهي قوانين لها أولوية قصوى

 

ـ قلت مسبقا ومازلت أؤكد على أن مياه مصر خط أحمر

ـ رد "حزب الله" والتصعيد ليس في صالح المنطقة والعالم لتجنب اتساع رقعة الصراع  في الوقت الذي تخشي فيه إيران الرد حتى لا تضطرها هذه الحرب لاستخدامها النووي

ـ تجديد دعوة الرئيس السيسي لمجلس أمناء الحوار الوطني لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية تعكس ثقة القيادة السياسية في الحوار الوطني بما يعد شهادة تميز له

 

تحل علينا هذا العام 2024الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم، الذي استعادت فيه قواتنا المسلحة أرض سيناء الغالية، وقدم جنودنا البواسل كل غالٍ ونفيس وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة.

ابطال الجيش المصري قدموا ملحمة وطنية عظيمة سطرها التاريخ بأحرف من نور،  ونصراً مجيداً على العدو الإسرائيلى، وأنتصر الجنود المصريون بعزيمتهم وإراداتهم، ليكتبوا التاريخ بدمائهم فعبروا القناة وحطموا خط بارليف الحصين، ونجحو في استرداد أرض سيناء المصرية، وتبقي ذكري أكتوبر خالدة، تروى جيلاً بعد جيل.

وحول ذكريات نصر أكتوبر المجيدة، وتسليح الجيش المصري في عهد الرئيس السيسي، والأمن القومي المصري الذي هو ركيزة قواتنا المسلحة والشعب والدولة معاً، وأيضاً حول العديد من القضايا الهامة بالشرق الأوسط والمنطقة بأكملها، ومن ثم ما يحدث بقطاع غزة والعدوان على لبنان، وغيرها من القضايا الهامة محور لقائنا مع اللواء أركان حرب / أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة ... وإلى نص الحوار

 

ماذا عن ذكرياتك عن حرب أكتوبر 73 وأذكر لنا أبرز المواقف التي لم تذكر بعد..؟

في البداية.. يعني إذا كان للذاكرة.. فيها العديد والعديد من المواقف والسيناريوهات التي إذا ما قيل منها وما تم كتابته ونشره كثير، يتبقى منها الأكثر مالم يعلمه أحد أو لا يُكتب من قبل، فالسادس من أكتوبر 7319، أولاً: طبعاً كان لنا الشرف أننا تخرجنا في ظروف صعبة جداً في ذاك الوقت، حيث أنا ألتحقت بكلية حربية سنة 1968وتخرجنا في ظروف أصعب 12ـ 2 عام 1973. 

طبعاً كان تخرجنا يمكن تخرج لظروف كانت صعبة في هذا التوقيت.. لماذا؟ لأن الكلية الحربية كانت مهددة أن يتم ضربها بواسطة الطيران الإسرائيلي وقتها، أثناء مرحلة "ضرب العمق" طبعا رأينا "أبو زعبل وبحر البقر"،  وطبعاً كان الدور بقى يبقى على كل حاجة، طبعا في هذا التوقيت حدثت غارة بالليل وعلي الفور قامت إدارة الكلية الحربية باصدار أمر بنزول جميع طلاب الكلية في "حفرة"، حيث كان يوجد "حُفر" بجوار المباني الخاصة بعنابر الطلبة، وفي صباح اليوم الثاني الكلية كلها نزلت أجازة لمدة أسبوع، بعد الأسبوع الاجازة، قررت الكلية الحربية وقتها عودة ودخول  طلبة السنة النهائية فقط، وباقي الطلبة أستمر بأخذ إجازة أسبوع ثاني، وبعد ذلك الكلية ذهبت إلى السودان، جبل الأولياء. 

 

 

اللواء احمد العوضي في حوار خاص لبوابة روزاليوسف

 

والقسم الذي يلينا من الطلبة التي أصبحت في العام النهائي بعدنا ذهب إلى نادي الشمس، ونحن تخرجنا والتحقنا بالوحدة، من ضباط قيادة القوات الخاصة "الصاعقة والمظلات" كانت موجودة تحت قيادة واحدة وهو المرحوم  الفريق سعد الشاذلي كان قائد القوات الخاصة وكان جزء من القيادة يشمل ضباط الصاعقة، وجزء آخر من ضباط المظلات، وخدمنا طبعاً الفترة دي كلها كان لا يوجد شيء إلا موضوع التدريب، ليل نهار نتدرب على أن نحرر أرضنا المحتلة وقتها، والظروف كانت صعبة جداً، أن الجيش المصري طبعاً لم تتيح له الفرصة في"67" أن يتقابل وجهاً لوجه مع المقاتل الإسرائيلي، فحدثت النكسة...... وبعدها في شهر يوليو "1/7/ 1967"، كان عندنا منطقة "بور فؤاد" غير محتلة يعني الجزء الوحيد اللي كان يعتبر شرق القناة غير مُحتل، والقوات الإسرائيلية وقتها حاولت أن تحتل هذا الجزء "بور فؤاد"، ودخلت بطابور مُدرع في أتجاه "بور فؤاد" ولكن أمكن  إيقاف تقدم العدو في هذا التوقيت بعملية مشهور أسمها عملية "رأس العش"  في 1ـ7ـ1967 أستطاع فريق الصاعقة أن يوقف العدو في هذا المحور، وبقيت منطقة "بور فؤاد" محررة ولم يتقدم العدو في هذه المنطقة نتيجة المعركة التي حدثت بواسطة فريق من أبطال قوات الصاعقة في عملية "رأس العش" في 1ـ7ـ1967.

واستمر تدريب عمليات حرب الاستنزاف ثم جاءت مبادرة "روجرز"  لوقف إطلاق النيران، وطبعاً الجيش المصري كان شغله الشاغل هو موضوع التدريب استعداداً للمعركة الكبرى التي يتم فيها تحرير الأرض، طبعاً على مدار ثلاث سنوات من عام 1970 إلى عام 1973 كل القوات المسلحة كانت تتدرب على "العبور" وما هو بعد مرحلة "العبور" وكان هناك ميادين تدريب كثيرة أُنشأت لهذا الغرض، منها ترعة الخطاطبة بعد "القناطر الخيرية" حالياً، كانت مكان لتدريب القوات المصرية والجيش المصري على مرحلة العبور.

 

ويضيف اللواء احمد العوضي الحمد لله حرب 73 تعتبر معجزة بكل المقاييس، وأراد الله لمصر أن تنتصر في هذا اليوم وهو يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973، على العدو الإسرائيلي المتفوق تسليحاً وإمكانيات وكل شيء، حيث أن المقارنة التي كُنا نقوم بها كانت دائماً لصالح الجيش الإسرائيلي، فيما يسمي بـ"مقارنة قوات"، عشان نقوم بعملية هجوم لا بد أن نكون 3 أضعاف قوات العدو على الأقل ذلك من حيث القوة والتسليح والعدد، فعلى سبيل المثال من أجل الهجوم على سرية لا بد من كتيبة للهجوم على تلك السرية، حيث كنا نملك في ذلك التوقيت طائرات المج 17 والمج 21 مقارنه بطائرات العدو الذي كان يملك طائرات سكاى هوك والفانتوم طيارات كلها يمكن أن تتفوق، طبعا حائط الصواريخ اللي تم بناؤه في مرحلة يعني حرب الاستنزاف ده كان يمثل حاجة كبيرة جدا في تلك الحرب، بوقف تقدم العدو نحو القناة هم مسافة معينة الطيارين الإسرائيليين بيرموا القنابل بتاعتهم في عشان يهرب من الصواريخ اللي هي المصرية اللي هي كانت أسقطت الفانتوم واسقطت معظم الطيارات اللي هي كانت بتحاول الاقتراب من القناة . لو تحدثنا عن المقارنة وقت الحرب بين الجيش المصري وجيش العدو من ناحية التسليح التي كانت تفوق أسلحتها.. ماذا كان تأثير هذا الفرق على الجنود والضباط واستعداداته ونفسيته القتالية ؟

 والله أنا عايز أقول لسيادتك طبعا لو خدنا المقارنة بهذا الشكل بلا شك تخلي أي حد يفكر عميقا قبل الهجوم يعني ، ولكن كان هناك ارادة قوية لرجال الجيش المصري ان احنا لازم نحرر ارضنا، فكان لدينا من الارادة والعزيمة والاصرار أن نستغل وسائل كتير نستطيع من خلالها  ان نجعل نقاط القوة لدى العدو نقاط ضعف بحيث تبقى نقاط قوة بالنسبة لنا.

ففي عام 1967 قامت قوات الجيش الإسرائيلي بضرب المطارات، وأصبحت القوات بدون غطاء جوي، حصل في القيادة أرتباك، القوات تنسحب يعني لم تحصل المواجهة الحقيقية بين المقاتل المصري والجندي الإسرائيلي، فكانت مفاجأ اللي هو المقاتل المصري بتدريبه وإرادته القوية وكل ما لديه من إمكانيات والتخطيط الجيد وخداع استراتيجي على أعلى مستوى في أن مصر لن تحارب، فكانت كل الظروف والتخطيط المصري للحرب لم يتوقعه العدو، حتى جاءت اللحظة المناسبة في يوم السبت الموافق السابع أكتوبر وطبعا اختيار هذا التوقيت كان برضه اختيار مناسب والتي جاءت بالتزامن مع مناسبة لدى العدو الاسرائيلي "عيد الغفران" فكان المخطط بارع في اختياره للتوقيت والساعة والشهر المناسب اللي طبعا بالنسبة للمد والجزر والقمر والسرعة يعني هناك دراسات عديدة ونقط صغيرة معينة فالمخطط المصري تم دراسته باستفاضة فكان لدينا عقيده يا نموت يا نحرر أرضنا وننتصر.

 

 

اللواء أحمد العواضي أثناء الحوار

 

كيف تري التطورات التي تشهدها القوات المسلحة في عهد الرئيس السيسي ؟

القوات المسلحة المصرية منذ نشأتها وهي في تطوير وتحديث مستمر، حيث كان اعتمادنا على المنحة الأمريكية قبل تولي الرئيس السيسي الرئاسة أو كقائد عام للقوات المسلحة، ولكن منذ تولي الرئيس السيسي الحكم اصبحناً ننوع في مصادر تحديث الأسلحة عن طريق روسيا، وفرنسا، وألمانيا، وكل ما تحتاجة القوات المسلحة من تسليح، سواء طائرات أو غواصات أو فرقطات وحاملة طائرات، وغيرها كثير من التحديثات التي شهدتها كافة أفرع القوات المسلحة نتيجة الرؤية الوطنية والمستقبلية من الرئيس السيسي لمصر.

 

حدثنا عن موقف لم يمحو من ذاكرتك عن أكتوبر المجيد؟ لا يمكن أن يمحو من ذاكرتي، فقدان أخوة وزملاء أعزاء وطبعاً يمكن أنا يعني أُشير حولي كلام  أثناء الحرب أني أُستشهدت، ووالدي طبعاً يعني حاول أن  يروح أكتر من مكان عشان يسأل علي، وراح حتى آخر مكان كنت بخدم فيه وهو مدرسة الصاعقة وقابل في هذا التوقيت قائد المدرسة رحمه الله العقيد محمود محرم وطمانة عليا ولما عرفت هذا الكلام رحت سنترال أبو "صوير"، لا كان وقتها موبايل ولا أنترنت ولا كان في حاجة إلا "تلغراف"، كتبت فيع عبارة " اطمئنوا أنا بخير"، ونال بعدها القائد شرف الشهادة وكنا جميعا بنسعى إليها بمعني كنا كلنا بنطلب ان احنا ننال هذا الشرف في سبيل بلدنا وفي سبيل وطننا ولكن هناك في العمر بقية. الحمد لله. 

 

 

 

ما أبرز القوانين على طاولة لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس النواب؟

اللجنة على مدار عملها ناقشت العديد الموضوعات التي تخص الأمن القومى المصري، وارتباطه ببعض الجهات الأخرى، فبعض مشروعات القوانين العاجلة تصل للجنة من الحكومة فيما يخص وزارتى الدفاع والداخلية وهى قوانين لها أولوية قصوى ويتم مناقشتها فى اللجنة ثم الجلسات العامة ومن بينها القضاء العسكرى وتعديل قانون الإجراءات الجنائية، فيما يخص القضاء العسكرى، وهى قوانين تكون مطلوبة على وجه السرعة، علاوة على أن هناك بعض القوانين تقترحها اللجنة.

 

 

ما أهم القوانين التي سوف يتم مناقشتها خلال جلسات البرلمان الفترة القادمة؟

 هناك عدة قوانين مهمة، فالحوار الوطني أفرز بعض الموضوعات الهامة ونتج عنها مخرجات التي أتعرضت على الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وقام بتحويلها إلى الجهات التشريعية، أو للحكومة، وتحتاج بعض التشريعات ان يتم تحويلها للمجلس، ونحن على كامل الاستعداد وجاهزين لدراسة أي ما يُحال للمجلس أو للجنة الأمن القومي بمجلس النواب، ونحن دائما نقول أن المصلحة العليا للوطن هي الهدف الأساسي، وبلدنا هي أولاً، بغض النظر عن المعارضة أو الاغلبية، لأن مصر مستهدفة، فيجب علينا جميعاً أن نحافظ على بلدنا ونحافظ على تراب بلدنا، نحن نشاهد كل يوم أعداء هذا الوطن، سواء في الداخل أو في الخارج، لا يهمهم المصريين، ويمكن الكثير من الناس كانت تنساق وراء مُدعي شعارات حقوق الأنسان، أين هي حقوق الأنسان التي يتحدثون عنها بالنسبة لهم مما يحدث لأشقائنا في غزة ولبنان ، أين تلك المنظمات..؟!

 

 

كيف ترى دور منظمات حقوق الإنسان مما يحدث في غزة ولبنان ويتعرض له الأشقاء من انتهاكات صارخة ؟

كما ذكرت سابقاً، أين هي الدول التي تتحدث وتطالب بحقوق الإنسان..  وأين العالم كله..?! الذي يشاهد ويسمع ما يجري في قطاع غزة ولبنان، وكأن كل ما يحدث لا يعني لهم شيء، مع أن البعض ممن يدعون انهم مدافعين عن حقوق الانسان في بعض الدول لا يرون ولا يسمعنون في الوقت ذاته يتحدوثون عن حقوق القطط والكلاب،  حقوق الإنسان وحقوق الحيوان... فين?، أين حقوق الأنسان مما يحدث من قتل وجرائم اغتيال للأطفال.. والنساء..؟! والناس الذين لا يجدو "آكل ولا شرب.. ولا أيه ده..?!"، أين أمريكا التي تستطيع أن تقول لإسرائيل توقف القتال وقادرة علي القيام بذلك، لكنها لا تريد فعل هذا، بل تقوم بدعم إسرائيل، وليست أمريكا فقط التي تدعم إسرائيل بل الغرب كله، يقول أن إسرائيل لها حق الدفاع، الدفاع ضد من..?!، ضد وطن محتل له أكتر من سبعين عام، في شعب أو في أرض في العالم محتلة أو دولة محتلة.. إلا فلسطين؟ ما فيش إلا فلسطين،  والفلسطينيين مش عارفين ينالوا حقوقهم، يعملوا أيه..?! ما يجاهدوش?  فالموضوع متكرر  والموضوع يعني احنا بقى لنا اهو من شهر 10 ـ 2023 داخلين على عام  كل الحروب اللي خاضتها إسرائيل سواء ضد الدول العربية، حرب سبعة وستين كانت "6 " أيام "حرب السادس من أكتوبر73"، لم تتعدى خمسة عشر يوماً، أو"18" يوم، عشرين يوم بحد أقصي، يمكن الحاجات التي حدثت قبل ذلك لم تكُن بهذه البشاعة وبهذه الآلام، والتضحيات.

 غزة تدمرت واصبحت مكان غير صالح للحياة، ما حدث قبل كده في عام 2021 ومصر قدمت خمسمائة مليون دولار لتعمير غزة ، فلا سبيل لحل هذا الموضوع والناس تعيش في سلام الا حل الدولتين دولة فلسطينية ودولة اسرائيلية للعيش مع في شبابنا لكن  الأوضاع لو هتستمر على هذا الوضع الموضوع ده هيكرر مرة واتنين وتلاتة وعشرة.

 

 إذا ما تأثير ما يحدث على مصر وأمنها القومي؟

لا شك ان الاوضاع التي تشهدها المنطقة لها تأثير على مصر والمنطقة بالكامل، ومصر حريصة كل الحرص على عدم اتساع  دائرة الصراع وحذرت كثيرا من اتساعها وتداعياتها فيجب على العالم الضغط علي اسرائيل لوقف عدوانها وحربها الغير مشروعة وغير الإنسانية والتي تخالف القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والاديان السماوية، وعلي المجتمع الدولي التدخل لوقف نزيف الدماء وما يشهده الأطفال من وحشية وعداء وعدوان في صورة لن تفارقهم إلى يوم الدين.

 

 

 

أهم التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري وكيفية التصدي لها ؟

قبل الحديث عن التحديات الأمنية المصرية، يجب التطرق بشكل سريع عن مفهوم الأمن القومي، والتي يمكن أن نلخصها بشكل سريع حول ارتباطه بحماية الدولة من جميع الأخطار الداخلية والخارجية، فالمفهوم الشامل للأمن القومي، والذي يعني تهيئة الظروف والمناخ المناسب للانطلاق بالاستراتيجية المخططة للتنمية الشاملة؛ لتأمين الدولة من الداخل والخارج، بما يدفع التهديدات باختلاف أبعادها، بالقدر الذي يكفل لشعبها حياة مستقرة، توفر له أقصى طاقة للنهوض والتقدم.

ولا شك أن مصر تواجه عددًا من التحديات التي تشكل مخاطر قائمة على الأمن ‏القومي للدولة ‏المصرية، أول هذه التحديات هو التحدي المتربص ‏بمصر ‏الشرق من سيناء، نتيجة الحرب الاسرائلية علي غزة، فضلًا عن الأزمة الليبية وما تفرضه من تحديات على حدود مصر الغربية، وكذا الحرب السودانية وما تنطوي عليه من تهديدات لمصر.

فاشتعال الأزمات والصراعات في بؤر هامة مثل السودان وغزة وليبيا، بجانب الهجمات المتبادلة في لبنان واليمن، تشكل خطورة كبرى على الحدود والمنطقة بالكامل في ظل تعدد الجبهات التي تنعكس على الداخل، والتي قد ينجم عنها انفلات أمني في بعض البلدان المحيطة مع التخوف من عودة التنظيمات التكفيرية بالمنطقة مما يهدد الأمن القومي بعد معركة انتصرت بها الدولة على الإرهاب. 

أن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة في التصدي لكافة التحديات التي تواجهها سواء في الداخل أو الخارج بما يتضمنه ذلك من مواجهة الشائعات، والأخبار المغلوطة، والخُطط المُمنهجة من الدول والتيارات المختلفة التي لا تريد خيرًا للدولة وللشعب المصري.

مصر بلد غني بالتاريخ والحضارة، ويمتلك شعبًا واعيًا ومثقفًا، ويتمتع بالعديد من المقومات التي تؤهله للنجاح، ولكن في ظل التحديات التي تواجهها، فإن وحدتها  والاصطفاف خلف قيادتها الرشيدة هي أهم ما يمكن أن يساعدها على تجاوز هذه التحديات.

 

 

كيف تواجه مصر احتمالات قيام حرب إقليمية واسعة ؟

 مصر جاهزة لكل السيناريوهات والتداعيات المحتملة على الأمن القومي المصري، على مختلف الاصُعده، واذا نظرنا إلى الأوضاع الحالية نجد انها  اثبتت بما لا يدع مجالًا للشك مدى الحكمة والتأني وصواب الرأى وسداد القرار السياسى المصري الأعلى في ظل إصراره وتوطيد دعائم السلم والأمن الدوليين، فرغم اشتعال الأزمات بدول الجوار، فان مصر حريصة على إعلاء لغة الحوار والعقل السليم مع دعم كل المفاوضات التي تؤدى في النهاية للتوصل لنتائج تسهم في تهدئة الأوضاع المشتعلة وإعادة الاستقرار والأمن والسلم للمنطقة.

مصر تمتلك الكثير من المقومات التي تجعلها مطمعًا للجميع، فلديها إمكانات وقوة بشرية هائلة وثروات معدنية واكتشافات بترولية وغازية، ولديها أيضًا الموقع المتميز والجذور التاريخية، سواء على المستوى العربي أو الأفريقي أو الإسلامي، الأمر الذي يجعلها قوة كبيرة مؤثرة في المنطقة.

مصر أيضاً وسط هذه الحروب فتحت أبوابها لكل الاشقاء، من العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان، من الذين لم تستطع أى دولة أوروبية أن تستوعبهم،  حيث في ظل الأوضاع الحالية تبذل مصر جهودًا كبيرة لجلب الاستقرار إلى الإقليم. وآخيراً وليس آخرا أؤكد أن الأمن القومي المصري والعربي يحظى بأولوية قصوى لدى الدولة المصرية، حيث يُشكل أساسًا للاستقرار والتنمية وتقدم الشعوب والأوطان.

 

 

تأثير ما يحدث في السودان وليبيا على الأمن القومي المصري وكيفية التعامل مع عدم الاستقرار والاقتتال المسلح على الحدود الغربية والجنوبية ؟ 

مصر تتبع سياسة واضحة وبشكل جدى، منها الوساطة مع كافة الاطراف، ولكن إذا خرجت الأمور عن حدود الدبلوماسية سيحدث تباين فى وجهات النظر، ولكن فى كل الحالات دور مصر العربي الكبير يحتم عليها أن تتمسك بالدبلوماسية لأبعد درجة ممكنة، دون خرق الاتفاقيات الدولية، ولكن إذا تطور الوضع إلى الأسوأ أتوقع أن يكون موقف مصر حاسمًا. ولا يقتصر دور مصر على مواجهة تداعيات هذه المخاطر ومحاولات إقحامها في أي صراعات الدائرة المحيطة، بل إنها تعمل أيضًا لإيجاد حل يوقف تلك الحروب التي لن ينتصر أحد فيها، ولن يتحمل أعباءها سوى شعوب تلك الدول.

 

 

 التحدي الخاص بالمياه وكيفية التعامل مع سيناريوهاته المختلفة ؟

قلت مسبقا ومازلت أؤكد على أن مياه مصر خط أحمر .. كما أن الشعب المصري مرتبط بنهر النيل، والتعرض له يعني نقص المياه، والتعدي على الأمن القومي لمصر، وهذا غير مسموح به. ونجد خلال الفترة الماضية وجود حالة من التشدد والتعنت من الجانب الإثيوبي، يدل على نوايا غير طيبة تجاه مصر، وقد قدم الرئيس السيسي لهم الكثير من الفرص للتفاوض دون جدوى، وهناك إصرار من جانبهم على التحكم في حياة الشعب المصري، بشكل يدعو لقلق شديد، وهذا لا يقبله الرئيس السيسي ولا الشعب المصري.

لذا أؤكد علي أن  القيادة السياسية الرشيدة جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات حول سد النهضة، وأن المصريين بكل أطيافهم على قلب رجل واحد خلف قيادتهم  في اتخاذ أي قرار للتعامل حول قضية سد النهضة ، واؤكد ايضا علي أن مصر تؤمن بالتنمية لها ولجميع دول حوض النيل.

 

 

 بعد الاغتيالات الإسرائيلية السياسية الأخيرة.. هل سيأخذ شكل الصراع المنطقة وتيرة أعنف؟

بالطبع مثل هذه الأعمال الخبيثة والتي تتعلق باغتيالات لبعض الاشخاص كتصفية للحسابات، وما إلى ذلك سوف تزيد من تعقيد الوضع بل تضع المزيد من العراقيل أمام الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها  كلا من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وإعادة الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع،  فضلا عن ما تسفر عنه تلك الاغتيالات من تداعيات علي الاستقرار والسلم في المنطقة بل والعالم أجمع نتيجة توسعة الحرب الاقليمية.

 

 

اللواء احمد العوضي

 

  هل تتوقع أن يحدث من حزب الله أو إيران رداً على الهجمات الإسرائلية؟ التصعيد ليس في صالح المنطقة والعالم، نتيجة لهذا الرد مما يجر المنطقة إلى اتساع رقعة الصراع بشكل كبير، في الوقت الذي تخشي فيه إيران الرد حتى لا تضطرها هذه الحرب لاستخدامها النووي، فيطبق عليها العقوبات المفروضة عليها من قبل، بخصوص أنها تملك سلاحاً نووياً .

وأتوقع أن الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة،  وإنجاح المفاوضات والوساطة المصرية القطرية الأمريكية، سيجعل إيران تفكر كثيراً فالعدول عن أي عملية عسكرية ضد إسرائيل.

 

 

 هل قرار السابع من أكتوبر كان قرارا صائبا من قبل المقاومة؟

هناك أعمال عدائية وجرائم حرب تُرتكب ضد  الشعب الفلسطيني الشقيق،  ما أسفر عن وجود أعداد وفيات من الأطفال والنساء والعزل غير مسبوق، بالاضافة الي الحالة الغير انسانية نتيجة نقص الماء الغذاء والدواء وتدني الأوضاع نتيجة ما تقوم به إسرائيل وحربها الغير مشروعة ضد شعب أعزل، فجاء رد المقاومة وهذا حق مشروع لها ردا على ما يتعرضون له.

 

 

 كيف ترى مصير القضية الفلسطينية بعد انتهاء الحرب؟

أريد التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، ودونها لن يكون هناك أمن، أو استقرار في العالم أجمع، لذلك تري القيادة السياسية المصرية، أن لا حل للصراع الحالي إلا حل الدولتين، وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم  المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. فالعدل لا يجب أن يتجزأ، وحياة أبناء الشعب الفلسطيني لا تقل أهمية عن حياة أي من شعوب الدول الأخرى.

 

 كيف ترى جلسات الحوار الوطني الأخيرة حول مناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية ؟

تجديد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمجلس أمناء الحوار الوطني لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، تعكس ثقة القيادة السياسية في الحوار الوطني بما يعد شهادة تميز للحوار الوطني وأدائه المميز خلال الفترة السابقة، كما أن قضايا الأمن القومي تعد من الملفات الشائكة والحساسة لما لها من تقاطعات مع العديد من الملفات المختلفة، وكذلك لما لها من تأثيرات على العلاقات السياسية والدولية لمصر مع محيطها الإقليمي والدولي.

ويمكننا القول أن الحوار الوطني يعكس حالة غير مسبوقة من التوازن والتنوع، هدفها الاختلاف من أجل الوطن وليس الاختلاف عليه؛ من أجل خلق حياة سياسية أكثر تنوعًا، وحالة نشطة من الديمقراطية في المجتمع المصري، حيث لم يتوقف التنوع الذي يشهده الحوار الوطني عند القوى والتيارات المشاركة فيه فقط، بل أنعكس التنوع أيضًا على القضايا التي يتناولها الحوار، فقد تضمن جميع القضايا على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

 

 

 ما رأيك في مشروع القانون المقدم من الحكومة حول تعديلات مواد الإجراءات الجنائية؟

مشروع  قانون الإجراءات الجنائية الجديد جاء في توقيت مهم، تسعى فيه القيادة السياسية الرشيدة لإقرار مفاهيم حقوق الإنسان كاملة وشاملة، وضمان تحقيق العدالة الناجزة، فالتعديلات التي طرأت علي القانون الجديد ألتزام دستوري، واستئناف الجنايات على درجتين يساهم في تحقيق العدالة الناجزة، وهو من أكثر الضمانات المطلوبة للمواطن وفقاً للدستور، فضلاً عن ما يتضمنه مشروع القانون من أحكام أبرزها وضع بدائل الحبس الاحتياطى، وكذلك ما تضمنه المشروع المعروض من ضمانات متعددة للحقوق والحريات. وأؤكد على حاجة الدولة المصرية لإصدار هذا القانون في ظل ما أتخذته من خطوات في مجال حقوق الإنسان، وحرص الدولة على تطبيقه.

 

 

اللواء أحمد العوضي في حواره لبوابة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز